Top Menu

الأحد، 16 نوفمبر 2014

شعر مدح

شعر مدح

يعتبر شعر المديح باب شعري واسع في اللغة العربية والأدب العربي ، ويقسم إلى مدح ذات ، مدح الآخر على اختلاف موقعه من الشاعر ( حبيب، حاكم ، أم .. الخ ) ومدح الأرض والوطن ، وعلى إعتبار أن مدح الحبوب يعتبر تحت باب شعر الغزل ، نستطيع بهذا أن نحدد فترة ازدهار شعر المديح مراحل تطوره .


كان العرب القدماء يمتدحون قبائلهم ويتغنون بأمجادها ويمدحون حروبهم ومآربهم بها وشجاعتهم وبعد ظهور الإسلام وتقليل النزاعات القبلية لا بل الحد منها ، وهنا ظهر الافتخار بالإسلام وبدء الشعراء يهجون أزمنتهم الجاهلية ويمدحون ما صاروا به من الإسلام ، فظهرت أسماء شعراء في زمن الرسول –ص- كحسان بن ثابت الذي لقب بشاعر رسول الله الذي كان لا يتوانى عن مدحه للإسلام في شعره وغيره كثيرون ، أما بعد ذلك وفي زمن الخلفاء ظهر بعد إستقرار الدولة الإسلامية شعراء في بلاط السلاطين والخلفاء يمتدحون الحكام فيمنحون العطايا على هذا المدح ولربما من اشهر شعراء المدح ،أبو الطيب المتنبي فهو كان مداحاً بطريقة يؤخذ عليها انها وصلت حد المبالغة بالمدح وغيره كانو يتحدون بعضهم في الشعر ومن ضمنه المدح كلون شعري كانوا نوعا ما يقتاتون منه ، وبتراجع هذه الدولة وقيام مذاهب وفرق إسلامية كثيرة تحول الشعر ليخدم فكر الفرق فمدحها وأفاض كل شاعر مع فرقته في مدحه لها ، وبعد ذلك في أزمنة تقهقر الدولة ظهر نوع جديد من المدح ألا وهو التغني بأمجاد سابقة ومن هنا عادت القبلية من جديد وعاد معها طور الشعر المتفاخر بأمجاد شخصية وقبلية وهو حتى الآن قائم بقوة في المجال الشعري بأنواعه وانتقل الى الشعراء المعاصرين وشعراء الشارع أو الشعر النبطي أو العامي .


ومن بعض قصائد المدح نختار :

المتنبي في قصيدة أرقٌ على أرقٍ ، التي تبدء بوصف حال لذات من دون عشق ، ومدحا للحب كأسلوب الشعر الجاهلي في ابتداء القصائد بالغزل لجذب انتباه المستمع ومن ثم ينتقل إلى مدح بني أوس :


أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ .... وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ

جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى....عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ

مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ...إلاّ انْثَنَيْتُ وَلي فُؤادٌ شَيّقُ

جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي ... نَارُ الغَضَا وَتَكِلُّ عَمّا يُحْرِقُ

وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ...فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني .....عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ منهُمْ ما لَقُوا

أبَني أبِينَا نَحْنُ أهْلُ مَنَازِلٍ .....أبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنْعَقُ

نَبْكي على الدّنْيا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ .... جَمَعَتْهُمُ الدّنْيا فَلَمْ يَتَفَرّقُوا

أينَ الأكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى.... كَنَزُوا الكُنُوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا

من كلّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بجيْشِهِ .... حتى ثَوَى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيّقُ

خُرْسٌ إذا نُودوا كأنْ لم يَعْلَمُوا....أنّ الكَلامَ لَهُمْ حَلالٌ مُطلَقُ

فَالمَوْتُ آتٍ وَالنُّفُوسُ نَفائِسٌ ..... وَالمُسْتَعِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأحْمَقُ

وَالمَرْءُ يأمُلُ وَالحَيَاةُ شَهِيّةٌ .....وَالشّيْبُ أوْقَرُ وَالشّبيبَةُ أنْزَقُ

وَلَقَدْ بَكَيْتُ على الشَّبابِ وَلمّتي ..... مُسْوَدّةٌ وَلِمَاءِ وَجْهي رَوْنَقُ

حَذَراً عَلَيْهِ قَبلَ يَوْمِ فِراقِهِ ...... حتى لَكِدْتُ بمَاءِ جَفني أشرَقُ

أمّا بَنُو أوْسِ بنِ مَعْنِ بنِ الرّضَى .....فأعزُّ مَنْ تُحْدَى إليهِ الأيْنُقُ

كَبّرْتُ حَوْلَ دِيارِهِمْ لمّا بَدَت ..... منها الشُّموسُ وَليسَ فيها المَشرِقُ

وعَجِبتُ من أرْضٍ سَحابُ أكفّهمْ .... من فَوْقِها وَصُخورِها لا تُورِقُ

وَتَفُوحُ من طِيبِ الثّنَاءِ رَوَائِحٌ .... لَهُمُ بكُلّ مكانَةٍ تُسْتَنشَقُ

مِسْكِيّةُ النّفَحاتِ إلاّ أنّهَا ........وَحْشِيّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعْبَقُ

أمُريدَ مِثْلِ مُحَمّدٍ في عَصْرِنَا .... لا تَبْلُنَا بِطِلابِ ما لا يُلْحَقُ

لم يَخْلُقِ الرّحْمنُ مثلَ مُحَمّدٍ ...... أحَداً وَظَنّي أنّهُ لا يَخْلُقُ

يا ذا الذي يَهَبُ الكَثيرَ وَعِنْدَهُ ... أنّي عَلَيْهِ بأخْذِهِ أتَصَدّقُ

أمْطِرْ عَليّ سَحَابَ جُودِكَ ثَرّةً .... .وَانظُرْ إليّ برَحْمَةٍ لا أغْرَقُ

كَذَبَ ابنُ فاعِلَةٍ يَقُولُ بجَهْلِهِ ... ماتَ الكِرامُ وَأنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ


0 التعليقات:

إرسال تعليق